Page 137 - web
P. 137

‫‪ISSUE No. 448‬‬       ‫ويربط الكتاب بين كل التحليلات السابقة وقضية التجنيد‪،‬‬    ‫أهدافهم الأساسية في إحداث الاضطرابات السياسية‪،‬‬
                    ‫حيث كان منذ فترة طويلة قضية رئيسة للسيطرة على‬           ‫ونشر العنف والخوف على نطاقات واسعة‪ ،‬إلا أن ممارسات‬
                    ‫العصابات ودراستها وفهمها‪ ،‬من أجل مساعدة المؤسسات‬        ‫كل من الجريمة المنظمة والإرهاب أدت على حد السواء‬
                    ‫الأمنية على مكافحة هذه العصابات‪ ،‬وفي ذلك الوقت لم‬       ‫إلى ارتفاع مستويات خوف المواطنين‪ ،‬وتزايد إعلانات حالة‬
                    ‫يكن الأمر كذلك بالنسبة للجريمة المنظمة والإرهاب‪ ،‬إلا‬    ‫الطوارئ الأمنية‪ ،‬وما يترتب عليها من انعكاسات سلبية على‬
                    ‫أنه مؤخًًرا أصبحت قضية التجنيد وعلاقتها بتطور تنظيمات‬
                    ‫الجريمة والإرهاب موضع اهتمام كبير‪ ،‬سواء من قبل‬                                                      ‫الحياة اليومية‪.‬‬
                    ‫الباحثين أو المؤسسات الأمنية الوطنية والدولية‪ ،‬خاصة‬     ‫وفي السنوات الأخيرة؛ ركزت المؤسسات الحكومية‪،‬‬
                    ‫وأن التجنيد يثير العديد من المخاوف فيما يتعلق بالسيطرة‬  ‫والمنظمات الدولية بشكل متزايد على ضرورة التعاون‬
                    ‫الاجتماعية على هذه الظواهر التي تهدد الأمن والسلم‪،‬‬      ‫لمكافحة الإرهاب والجريمة المنظمة‪ ،‬وانعكس ذلك في‬
                    ‫وفي هذا السياق‪ ،‬بدأت المنظمات الأمنية والشرطية تدرك‬     ‫قرارات الأمم المتحدة والعديد من المنظمات ذات الصلة‪،‬‬
                                                                            ‫فعلى سبيل المثال‪ :‬قام الإنتربول واليوروبول بتوسيع‬
                                                                            ‫صلاحياتهما لتشمل تعاوًًنا أعمق في مجال مكافحة‬
                                                                            ‫الجريمة المنظمة والإرهاب‪ ،‬كما تم إنشاء مجموعة من‬
                                                                            ‫المنظمات الأخرى‪ ،‬مثل‪ :‬وحدة العمل ضد الإرهاب (‪)ATU‬‬
                                                                            ‫التابعة لمنظمة الأمن والتعاون في أوروبا‪ ،‬لغرض صريح هو‬
                                                                            ‫مكافحة الجريمة المنظمة والإرهاب‪ ،‬وعلى وجه التحديد‬
                                                                            ‫تسهيل مكافحة الإرهاب‪ ،‬والتعاون لتحقيق هذه الأهداف‬

                                                                                                             ‫على أوسع نطاق ممكن‪.‬‬
                                                                             ‫وأكدت تحليلات الكتاب أن كلا النوعين من الجرائم يعبران‬
                                                                              ‫الحدود القضائية التقليدية‪ ،‬خاصة وأن أنشطة الجريمة‬

                                                                               ‫المنظمة حالًًيا تعبر الحدود الوطنية‪ ،‬سواء ما يتعلق‬
                                                                                ‫بالاتجار بالبشر أو الاتجار بالمخدرات‪ ،‬أو تهريب الأسلحة‪ ،‬أو‬
                                                                                 ‫غسل الأموال وغيرها من الجرائم المالية‪ ،‬وعلى نحو‬

                                                                                   ‫مماثل‪ ،‬لم يعد الإرهاب يركز على المظالم الوطنية‬
                                                                                     ‫أو المحلية‪ ،‬التي كثيًًرا ما أدت إلى ظهورهم‪ ،‬واتجهوا‬
                                                                                      ‫بجانب ذلك إلى تنفيذ هجماتهم على أراٍ ٍض أجنبية‪،‬‬

                                                                                       ‫واتجهت العديد من المنظمات الإرهابية إلى‬
                                                                                        ‫تدويل بعض عملياتها‪ ،‬وهنا‪ ،‬أصبح الإرهاب لا‬

                                                                                                    ‫يعرف حدوًًدا سياسية أو جغرافية‪.‬‬

               ‫‪137‬‬
   132   133   134   135   136   137   138   139   140   141   142